مترجمة مصرية، درست اللغة الألمانية وآدابها بكلية الألسن جامعة عين شمس. شغلت منصب رئيسة المركز القومي للترجمة، وهي مترجمة تحريرية وفورية لدى العديد من المؤسَّسات الناطقة بالألمانية وعديد من دور النشر العربية والألمانية. ترجمت أكثر من ثلاثين كتابًا من الألمانية إلى العربية والعكس، ومن ترجماتها مع مركز المحروسة: "آخر الأيام الدَّافئة"، "هوفر". اختيرت عضو لجنة تحكيم جائزة الترجمة من الألمانية إلى العربية التي أطلقها معهد جوته لثلاث دورات على التوالي، وعضو لجنة تحكيم جائزة الترجمة بالمركز القومي للترجمة، ومُنسِّقًا لبعض المشروعات في حقل الترجمة، إضافة إلى نشاطها في تنظيم دورات لتأهيل المترجمين الشباب للمنتدى الثقافي النمساوي.
كانَت هُناكَ أَيَّامٌ تَسوءُ فيها كُلُّ الأُمورِ. كان هوفر يَعرِفُ ذَلِكَ. وفي أَحَدِ الأَيَّامِ السَّيِّئَةِ عَلى وَجهِ الخُصوصِ واساهُ والِدُه وقالَ لَهُ: "إنَّ الأَشخاصَ المشاهيرَ والمُهِمِّين غالِبًا ما يَكونون قَد مَرُّوا بِفَترَةِ طُفولَةٍ صَعبَة". تهوين لم يَعرِفْ هوفر أَيَّ شَخصٍ مَرَّ بِطُفولَةٍ أَبشَعَ مِنهُ. كانَت جُملَةُ أَبيهِ بِمَثابَةِ وَعدٍ بِحَظٍّ لاحِقٍ. رُبَّما سَيُصبِحُ مُوسيقيًّا مَشهورًا أَو طَبيبًا مُهِمًّا أو عالِمًا في أَحياءِ البِحارِ، أيًّا كانَ! إِلَّا أَنَّ نِهايَةَ زَمَنِ الأَهوالِ هَذا بَدَت بَعيدَةَ المنالِ في فَصلِ الخَريفِ العَجيبِ والخالي مِنَ الأَحداثِ ذَاكَ؛ إِذْ كانَ هُناكَ الكَثيرُ في انتِظارِهِ: بِضعُ سَنواتٍ دِراسِيَّةٍ، بُزوغُ شَعرِ ذَقنِه، الحَفلاتُ الأُولى، كُؤوسُ الجعَّةِ الأولى الَّتي يَحتَسيها سِرًّا، القُبلاتُ الأُولى.
قِصَّةُ حُبٍّ عائِلِيَّةٌ، لَكِنَّها بِالأَساسِ قِصَّةُ عائِلَةٍ فَرَّقَها جِدارُ بِرلين. تَبحَثُ آنا ذاتُ التِّسعَةِ وعِشرين عامًا عَن جَدِّها الَّذي هَرَبَ إلى ألمانيا الشَّرقِيَّة عامَ 1961، واختَفَى بَعدَها مُباشَرَةً. تَجِدُ آنَّا في بَحثِها حُبَّها الحَقيقِيَّ قَبلَ أَنْ تَتَكَشَّفَ قِصَّةُ جَدِّها، وتَتَغَيَّرَ حَياتُها تَمامًا. كَيفَ أَثَّرَ جِدارُ بِرلين وانْهِيارُه عَلَى جِيلٍ بَأَكمَلِهِ اجتِماعِيًّا ونَفسِيًّا، وكَيفَ بَدَأَت تِلكَ التَّحَوُّلاتُ الثَّورَةَ الاجتِماعِيَّةَ في ألمانيا، هِيَ قِصَّةٌ بانورامِيَّةٌ لِتاريخِ أَلمانيا الاجتِماعِيِّ الحَديثِ مُنذُ الخَمسيناتِ إِلَى الآن، قِصَّةٌ عَن الحُبِّ والخِيانَةِ عَن الوَطَنِ والغُربَةِ وعَن سُؤالِ الحُرِّيَّةِ: هَلْ نَبقَى أَمْ نَرحَلُ؟ السِّياسَةُ لَها تَأثيرُها عَلَى الحَياةِ الخاصَّةِ لِلعائِلاتِ يُمكِنُ أَنْ تُدَمِّرَ الأُسرَةُ أَحيانًا. تَجعَلُ ريكاردا يونجه هَذا واضِحًا تَمامًا في رِوايَتِها.
كلمَةٌ ذَهَبيَّةٌ ومَلاكٌ أَسوَدُ وسِرٌّ أُفشِيَ هَمسًا... بَعدَ الحادِثِ انفَصَلَ الزَّمانُ عَن المكانِ تَمامًا؛ إِذْ دامَت الغَيبوبَةُ الَّتي دَخَلَ فيها فيليكس لِمُدَّةِ 263 يومًا مُخيفًا بالضَّبطِ. إنَّه عَدَدُ الأَيَّامِ الَّتي قَضَتها أُمُّهُ قَبلَ أَحَدَ عَشَرَ عامًا تَحمِلُه في أَحشائِها. ثُمَّ عايَشَ الأَشخاصُ المُحيطون بِهِ مُعجِزَةً، فَقَد عادَ الصَّبِيُّ ابنُ عائِلَةِ فينتَر إلى الحَياةِ في يَومٍ صَيْفِيٍّ رائِعٍ. لَكِنَّهُ أَطلَقَ عَلى نَفسِهِ اسمًا مُختَلِفًا، لا سِيَّما مُختلف. لَم يَعُد الصَّبِيُّ يَتَمتَّعُ بِأَيَّةِ ذِكرياتٍ عَن الفَترَةِ الَّتي انقَضَت قَبلَ الحادِثِ، كَما لَمْ يَعُد يَتَذَكَّرُ أَيَّ شَيءٍ عَن الحادِثِ نَفسِه... وهُناكَ مَن هُوَ عَلى استِعدادٍ لِأَنْ يَفعَلَ أَيَّ شَيءٍ كَي يَبقَى هَذا الحالُ عَلى ما هُوَ عَلَيهِ.
ماذا لو استيقظنا على عالم بلا نحل؟ ماذا لو اختفى النحل من حياتنا؟ العالم بدون نحل سيكون عالمًا رماديًا، فلقد كان النحل على الدوام العالم المثالي في أذهان البشر، في المسافة التي تقع بين العلم والشعر يحكي "لبن بلا عسل" قصة النحل في عالمنا وأسراره، فيما يجسد اختفائه المرتقب بمجموعة من الصور المعززة بالحقائق المستشرفة لظلال المستقبل القاتمة والباحثة في آن عن بصيص أمل في الأجزاء الهشة من العالم في محاولة لفهم آثار سلوك الإنسان.
عاد التاريخ الاستعماري لألمانيا في الآونة الأخيرة ليصبح موضوع نقاش ساخن. إذ يتعلق الأمر بأسماء الشوارع ذات الصلة بالاستعمار ومجموعات مقتنيات المتاحف ومسألة التراث الثقافي ككل. وينصبّ التركيز في هذا النقاش على المستعمرات السابقة في أفريقيا مثل تنزانيا وناميبيا الحالية. ومع ذلك، يجب توسيع المنظور من حيث الزمان والمكان. فالاستعمار الألماني لم يبدأ في عام 1884 مع مؤتمر برلين للكونغو فحسب، بل بدأ بالفعل في أوائل القرن السادس عشر مع الأنشطة التجارية في أمريكا اللاتينية. كما كان لمساعي التوسع الألماني نحو الشرق (بولندا) ونحو جنوب شرق أوروبا والإمبراطورية العثمانية بُعد استعماري أو إمبراطوري. كل هذا يطرحه مارك تيركيسيديس، الباحث الشهير في مجال الهجرة والعنصرية، في هذا الكتاب ويقترح إطارًا أوسع لتاريخ الاستعمار الألماني. فهو يرى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لفم موقع ألمانيا في العالم وحركات الهجرة واللاجئين الحالية.